البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English
1377
-
الف
+

بين صخب الفضائيات ..هل ضاع مضمون رمضان و اهدافه السامية؟

ما رايك بموضوع منتدى آي فيلم و الطرح الموضوعي لهذا المقال ؟

تماشيا مع حرصها الدائم على الأسرة ، طرحت قناة آي فيلم عبر زاوية منتدى الموقع ، موضوعا هاما للنقاش. و يتناول موضوع المنتدى واقعا مؤسفا تعيشه الأسر المسلمة ايام الشهر الفضيل و هو تسابق الفضائيات  لعرض أعمال مختلفة قد لاتتناسب اغلبها مع حرمة الشهر الفضيل. 

و في هذا السياق كتب الناقد مصطفى منيب مقالا يوضح فيه اسباب هذه الظاهرة و من يقف وراء المخطط الرامي الى "اصطياد الصائمين" و تحويل ليالي العبادة الى "سمر ولهو وترف" على حد تعبيره.

و جاء في المقال: 

من المؤسف ان يقترن اسم شهر رمضان المبارك بالسباق المحموم بين الفضائيات على بث ماهو جديد من المسلسلات والمسابقات والفوازير ، والتي اخذت تميز هذا الشهر المبارك عن باقي شهور السنة .

الاسف هنا لم يكن بسبب عرض المسلسلات او المسابقات او الفوازير بحد ذاتها ، بل بسبب المضامين والطريقة التي تتناول فيها اغلب هذه المسلسلات القضايا التي تحاول معالجتها ، والتي تتنافى بالمرة مع الاجواء التي تسود عادة شهر رمضان المبارك ، فهي على العكس تماما تذكر الصائم ، الذي يضطر لمشاهدة التلفزيون ، بكل شيء ، الا رمضان والصيام والتوبة والغفران والرحمة وصلة الارحام ، بل ان بعض مايعرض في رمضان يمكن اعتباره حربا على الخير والقيم الانسانية والاخلاقية السامية التي ينادي بها الاسلام وتنادي بها القيم العربية والاعراف والتقاليد الشرقية الاصيلة ، الامر الذي دعا بعض النقاد الى التأكيد على وجود ارادة مصممة على ضرب القيم الاسلامية والعربية والشرقية في الصميم ، من خلال عرض هذه المسلسلات ، لتحقيق اهداف لم تعد خافية على احد .

اختص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك بأنزال القرآن وليلة القدر ، التي هي خير من الف شهر ، وسجل المسلمون فيه اروع الملاحم على مدى التاريخ الاسلامي ، وفرض سبحانه وتعالى صيامه على المسلمين ، وجعل الصيام احد فروض الدين ، فيقول تعالى في محكم كتابه الكريم " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون . اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم ان كنتم تعملون . شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون " (سورة البقرة / الايات 183- 185) .

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : "اعطيت امتي في شهر رمضان خمس خصال : خلوف فم الصائم عند الله اطيب من ريح المسك . وتستغفر له الملائكة حتى يفطر . وتصفد فيه مردة الشياطين ، فلايصلوا فيه الى ماكانوا يصلون غيره . ويزين الله عز وجل في كل يوم جنته ويقول : يوشك عبادي الصالحون ان يلقوا عنهم المؤنة والاذى ويصيروا اليك . ويغفر لهم اخر ليلة منه ، قيل يارسول الله !.. اي ليلة ؟... القدر؟ .. قال: لا ، ولكن العامل انما يوفى اجره ان انقضى عمله". 

اذن الصيام من اسباب التقوى التي تحث على فعل ما أمر الله وترك مانهى عنه . فهو رياضة للنفس وتهذيب للاخلاق والسلوك ، وتنقية وطهارة للروح من الادران التي تلحق بها ، فالصيام اشبه مايكون بعملية ترقيق للقلب وتليينه فيخشع لذكر الله ويصبح اكثر حصانة امام الاخطاء والنزوات ، كما ان الانسان الصائم يصبح اكثر معرفة بنعم الله سبحانه وتعالى ، واكثر احساسا بالفقر والصق بالفقراء ، وذلك بعد ان حرم على نفسه وبأرادته ما لذ وطاب من الطعام والشراب وغيره ، فمثل هذه الرياضة تجعله اكثر سيطرة على هواه وقيادتها بالشكل الذي يكفل له سعادة الدارين .

أسئلة تطرح نفسها بقوة فإذا كان هذا هو شهر رمضان كما تراه الثقافة الاسلامية ، فهل ياترى هو ذاته كما تعكسه الفضائيات والتلفزيونات منذ فترة طويلة ؟ وهل نجد بين فلسفة الصيام وبين كل هذا الكم الهائل من الفضائيات ، التي تنفق اموالا طائلة ، بهدف اصطياد الصائمين من خلال شبكة كبيرة من المسلسلات والفوازير والمسابقات ، من اتساق او تناغم؟ وماهو السبب الذي جعل هذه الفضائيات والقائمين عليها ، يحولون ليالي رمضان الى ليال سمر ولهو وترف ، وحتى انحلال ؟ 

اسئلة طالما طرحت نفسها وبقوة ، الا انها ركنت جانبا في صخب سوق المنافسة على المنافع المادية . امثلة على الابتذال رغم ان المشاهد العربي والشرقي ليس بحاجة الى ذكر امثلة ومصاديق عن مثل هذه المسلسلات ، فهو يشعر وبشكل طبيعي بالبون الشاسع بين قيم شهر رمضان التي يعرفها وبين تسويق كل هذا الابتذال والتفاهة التي يراها على شاشات التلفزيون والتي تجاوزت على القيم الاسلامية والعربية وبشكل فج ، في وقت كان جميع اعضاء الاسرة ، من الطفل الصغير والمراهق والمراهقة والشاب والشابة والرجل الكبير والمرأة الكبيرة ، يشاهدونها على شاشة التلفزيون .

ما المطلوب من الفضائيات ؟ ليس المطلوب من الفضائيات ان تقدم حصرا مسلسلات من التاريخ الاسلامي ، او مسلسلات تتناول قضايا دينية في شهر رمضان المبارك ، بل المطلوب ان تتناول المسلسلات قضايا تدور حول القيم والاخلاق بشكل رصين تعطي المشاهد جرعة ايمانية تجعله في وضع افضل لمواجهة مشاكل الحياة ، فتناول قضايا العفة والتعفف والايثار والقناعة ، تزيد من مناعة المشاهد امام امراض العصر القائمة على التنافس المادي البعيد كل البعد عن اي قيمة اخلاقية ، كما ان تناول مثل هذه القضايا في شهر رمضان يجعلها اشد تأثيرا في نفسية المشاهد بسبب الاجواء الخاصة لهذا الشهر الفضيل .

كما انه ليس مطلوبا من الفضائيات ان تناصب العداء للفكاهة والترفيه وللضحكة البريئة ، بذريعة الرصانة والاخلاق والقيم ، فهناك فرق شاسع بين الكوميديا الهادفة وبين التهريج والاعمال الهابطة المتخمة بالايحاءات غير الاخلاقية والمنافية للعفة .

وما المطلوب من المشاهد ؟ اما المشاهد الذي يتعرض لقصف اعلامي مركز حتى قبل اشهر من حلول شهر رمضان المبارك ، لدفعه الى مشاهدة مسلسلات تنفق لاجلها الاموال الطائلة ، فهو  اصبح نهبا لعراك محموم بين الفضائيات التي تتسارع لشراء الحقوق الحصرية للمسلسلات ، من اجل المردود المادي ، في وقت تتدنى فيه اهمية المشاهد عند هذه الفضائيات الى قعر اهتماماتها ، مثل هذا المشاهد ، وكما يصوم في شهر رمضان ويمتنع عن الاكل والشرب وبأرادة خالصة ، عليه ان يصوم ايضا عن متابعة اي مسلسلات ، يمكن ان تستخف بدينه او قيمه او اخلاقه ، او تعمل على اشاعة اي شيء يتناقض مع الدين والقيم والاخلاق .

ان بوصلة المشاهد يجب ان تتجه صوب المسلسلات ذات المضامين الثقافية والعلمية والاجتماعية ، التي تتسق مع الاجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك ، وتبعده عن كل شيء يمكن ان يفسد عليه صيامه ، وان تعالج هذه المسلسلات قضاياها بشكل عصري ، دون الابتعاد عن القيم الدينية والاخلاقية ن وان تزرع لديه الامل بالحياة بعيدا عن اليأس والقنوط والاحباط والخمول .

هـ.ع/هـ.ع

الرسالة
إرسال رسالة